من منا لم يشكُ من الصداع ذات يوم؟ لا أحد.. إنه بلا شك أكثر الآلام شيوعاً بين الناس فهو يصيب الصغار والكبار الأصحاء والمرضى، في الصباح أو في المساء، في الصيف أو في الشتاء. يقول الفلاسفة إن الصداع هو صرخة صامتة لنفس مرهقة.
وللدماغ القدرة على معرفة وتقدير جميع أنواع الألم في جسم الإنسان، ولكن أكثر ما يزعجه هو ذلك الألم الذي ينشأ من أغلفته الداخلية أو الخارجية أو من الأوعية الدموية التي تغذيه، والدماغ يحتار في هذا الألم ويكون رد فعله على شكل صداع.
ومن أهم الأسباب والأمراض التي تؤدي إلى الصداع:
الصداع العادي
وينجم عن توسع شرايين الدماغ بسبب نشاط عقلي مزعج كالخوف أو الغيظ أو القلق، فعندما يبذل الشخص نشاطاً ذهنياً زائداً يكون الدماغ بحاجة إلى كمية دم أكبر من المعتاد، ويتلقى جسم الإنسان أوامر بإرسال الدم بكثرة عبر أوعية الدماغ مما يؤدي إلى توسعها وبالتالي إلى الإحساس بالصداع.
أغلب الناس يلجأون إلى علاج هذا النوع من الصداع بتناول الأسبرين وهو يريحهم مؤقتاً، إلا أن الصداع يعاود الكرة في اليوم التالى، لذلك على المريض أن يحاول التصدي للمشاكل التي تقلقه بروح جديدة وعدم ازعاج نفسه لأي سبب وعدم التوقف عند التفاصيل الصغيرة التي تواجهه.
وعلى المريض ألاّ يحاول تلطيف الوجع بتوجيه ذهنه نحو أيام العطل والإجازات على أمل أن يريح جسده فيها لأن ذلك لا يجدي. وإذا كان الصداع يصيبك بشكل متواصل فإن الحل هو تغيير جذري في طريقة حياتك وتفكيرك.
الصداع النصفي (الشقيقة)
ألم في الرأس غالباً ما يقع في جهة واحدة ومن هنا جاءت التسمية. وغالباً ما يرافق هذا الصداع غثيان أو قيء أو تشويش في النظر كالوميض أو بقع سوداء وأحياناً صعوبة في التحدث، وهذا النوع من الصداع له أصول وراثية وله علاقة بتناول بعض الأطعمة وهو أكثر شيوعاً عند النساء.
علاج هذا النوع يكون بتناول بعض الأدوية التي يصفها لك الطبيب وهي نوعان: الأول لتخفيف الألم أثناء حدوث النوبة والثاني لمنع حدوث النوبات في المستقبل.
الحساسية
قد يحدث الصداع نتيجة لنوع من الحساسية وهذا النوع يصيب الأشخاص ذوي الأعمار المتوسطة ويتميز بأنه يحدث أثناء الليل وقد يكون مصحوباً بسيلان الدموع أو سيلان في الأنف وقد يكون مزعجاً جداً بحيث يحرم صاحبه من النوم.
وفي هذه الحالة يصف الطبيب لمريضه دواءً مضاداً للهستامين بالإضافة إلى المسكنات العادية.
ارتفاع ضغط الدم
ألم الرأس الناتج عن ارتفاع ضغط الدم يحدث غالباً في مؤخرة الرأس ويكون مصحوباً بإحساس بأن الرأس يكاد ينفجر مع شعور بالخمول. يحدث الصداع في الصباح أو قبل الظهيرة ويبدأ بالتلاشي مع تقدم ساعات اليوم.
قد يكون هذا الصداع خفيفاً ولكنه يزداد عندما تراود المريض مخاوف تتعلق بالضغط الدموي. علاج هذا النوع من الصداع يكون بعلاج السبب ولا يتم ذلك إلا عن طريق الطبيب.
تصلب شرايين الدماغ
هذا المرض يؤدي إلى حدوث صداع غامض يحدث بعد أن يبلغ المريض الستين من العمر أو أكثر، وإنه لمن المستحيل التكهن بهذا المرض ولا يمكن التنبؤ بالوقت الذي سيستغرقه عند حدوثه ولا من أي نوع هو، وأي جزء من الرأس سيصيب.
ويحدث الألم عندما يدير المريض رأسه، الأمر الذي يؤثر على الأوعية الدموية في العنق والمتجهة إلى الدماغ. علاج هذا النوع من الصداع يكون باللجوء إلى الهدوء وأخذ استراحة قصيرة ولا داعي للقلق فعلاً من هذا الألم.
التوتر العصبي
إن حوالي 34 % من أوجاع الرأس تدخل في هذه الفئة. ويكون الصداع نتيجة لتقلص في عضلات الرقبة وفروة الرأس.
هذا الصداع ليس خطيراً وهو غير مصحوب بغثيان، وغالباً ما يبدأ في مؤخرة الرأس ثم يمتد ليشمل الرأس كله، وعند الضغط على فروة الرأس وعلى الجبين أو على الرقبة، يشعر المريض بأن الصداع قد ازداد حدة.
الأسبرين هو العلاج الأكثر شيوعاً لهذا النوع من الألم، كما أن الدفء والنوم وتدليك الرقبة وفروة الرأس تفيد كثيراً.
الجهد البصري
يصاحب الصداع احمرار وتهيج العينين ويصاب به الشباب عند اتخاذ وضعية سيئة أثناء الدراسة كالانحناء لمدة طويلة على الكتاب. كما أن مشاهدة التلفاز عن قرب أو لساعات طويلة متواصلة يؤدي إلى حدوث الصداع.
في بعض الحالات يكون السبب وجود انحراف أو عيوب في العين، لذلك من الضروري استشارة طبيب العيون.
التهاب الجيوب الأنفية
هذا النوع من الصداع أكثر شيوعاً مما نعتقد، والجيوب الأنفية هي المكان الموجود تحت العينين وفوقهما والمتصل بالأنف.
هذا الألم يترافق مع زكام شديد وغالباً مع ألم في الوجه، فيكون الأنف مسدوداً مع سيلان صديد أصفر أو ممزوج أحياناً بالدم.
يزداد الألم في منتصف النهار ويزداد أيضاً عند الانحناء ويكون هناك ألم في العينين وصعوبة في تحريكهما وقد ترتفع درجة الحرارة وعندها يصبح الألم شديداً جداً.
يعالج هذا النوع عن طريق تناول المضادات الحيوية التي يصفها لك الطبيب مع وضع كمادات ساخنة أو كيس ماء ساخن على الوجه، كما أن استنشاق البخار مفيد في هذه الحالة.
أورام الدماغ
يكون الصداع شديداً ويوقظ المريض في منتصف الليل ويكون مصحوباً بالقيء الشديد وبتغيرات في العين، ويمكن أن يكون مصحوباً بالتهيج والهلوسة وبتغيرات في الشخصية.
الإمساك
كل الدلائل تثبت أن الصداع الذي يرافق الإمساك ليس ناجماً عن الكسل المعوي بالذات، وإنما عن الملينات التي نستعملها أو عن القلق الناتج من خوف الشخص من الإمساك.
الحمى
معظم الأمراض التي يصاحبها ارتفاع في درجة الحرارة تؤدي إلى الصداع كالإنفلونزا والرشح والحصبة والتهاب اللوزتين والحلق والبلعوم...إلخ.
أسباب أخرى
- الإفراط في تناول الطعام
- أمراض الأسنان
- انخفاض نسبة السكر في الدم
- ضربة الشمس
- الدورة الشهرية
- أمراض الكلى
- التهوية السيئة
- الصعود إلى الأماكن المرتفعة جداً
- انخفاض ضغط الدم
- التدخين
- تناول مشتقات الحديد
- صداع السفر
- الصرع
د. غسان الفقيه
